کد مطلب:280380 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:265

المقدمات و النتائج الحقیقیة
إن للتاریخ حركة. ولمعرفة الحاضر معرفة حقیقیة یجب التنقیب فی أوراق الماضی. ثم ترتب المعلومات علی امتداد الرحلة لاستنتاج المجهولات، والذی فطرت العقول علیه هو أن تستعمل مقدمات حقیقیة یقینیة لاستنتاج المعلومات التصدیقیة الواقعیة، فالحاضر لا یمكنه الوقوف علی حقیقة إلا بالرجوع القهقری. وبتحلیل الحوادث التاریخیة للحصول علی أصول القضایا وأعراقها. فعند الأصول تری النتیجة علی مرآة المقدمة، ولأن حركة التاریخ علی صفحتها الصالح والطالح ویصنع أحداثها المحسن والمسئ. فلا بد من تحدید الدوائر والخطوط بدقة لیظهر أصحاب كل طریق، وظهور هؤلاء علی صفحة الحاضر لا یتحقق إلا بعرض حركتهم فی أحداث الماضی علی قاعدة العلم، ولأن التشریع الدینی والتقنین الإلهی هو الذی بنی علی علم فقط دون غیره، فلا بد من عرض الحركة البشریة علی هذا التشریع والتقنین، فعلی قاعدة العلم تظهر حقیقة العمل، والقرآن الكریم قارن العلم بالعمل لتظهر الحقیقة عند المقدمة. ولا یحدث الالتباس أمام الباحث عند النتیجة.

ولكی تحصل علی الحقیقة فلا بد من النظر فی المقدمة الأزلیة



[ صفحه 8]



التی عندها بدأ الخلق، فعند هذه المقدمة نری العلم الذی علیه حددت الحركة، وبعد النظر فی المقدمة الأزلیة نتدفق علی المسیرة البشریة، لنبحث عن استقامة الفكر والحركة. وخلوصهما من شوائب الأوهام الحیوانیة والإلقاءات الشیطانیة.